وقوله: ﴿رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ نصب على التمييز، قال الزمخشري:
والأصل: وسع كلّ شيء رحمتك وعلمك، ولكن أزيل الكلام عن أصله بأن أسند الفعل إلى صاحب الرحمة والعلم، وأُخرجا منصوبين على التمييز للإغراق في وصفه بالرحمة والعلم، كأن ذاته رحمة وعلم واسعان كلّ شيء، انتهى كلامه (١).
وقوله: ﴿وَمَنْ صَلَحَ﴾ محل (مَنْ) النصب عطفًا على الضمير المنصوب إما في قوله: ﴿وَأَدْخِلْهُمْ﴾، أو في قوله: ﴿وَعَدْتَهُمْ﴾.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (١٤)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ﴾ ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ﴾ مبتدأ والمصدر مضاف إلى الفاعل، وخبره ﴿أَكبَرُ﴾، و ﴿مِنْ مَقْتِكُمْ﴾ مِن صلة ﴿أَكبَرُ﴾، والمصدر مضاف إلى الفاعل، و ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ نصب به.
وأما ﴿إِذْ﴾ من قوله: ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ﴾ فمعمولٌ لمحذوفٍ دل عليه المَقْتُ الأول، أي: مَقَتَكُم الله إذ تدعون، لأنه لا يخلو من أن يكون معمول قوله: ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ﴾ أو معمول قوله: ﴿مِنْ مَقْتِكُمْ﴾، أو معمول قوله: ﴿تُدْعَوْنَ﴾، فلا يجوز أن يكون معمول قوله: ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ﴾، لأجل