﴿وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٢٥)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ قرئ: بالياء النقط من تحته، على معنى: والذين يدعون الكفار من الالهة من دون الله، وقرئ بالتاء النقط من فوقه (١)، على معنى: قل لهم (٢).
وقوله: ﴿وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا﴾ ﴿فَيَنْظُرُوا﴾ يجوز أن يكون مجزوما بالعطف على ﴿يَسِيرُوا﴾، وأن يكون منصوبًا على جواب الاستفهام. و ﴿كَيْفَ﴾: يجوز أن يكون في موضع نصب بخبر كان، و ﴿عَاقِبَةُ﴾ اسمها، وفي ﴿كَيْفَ﴾ ضمير يعود على اسم كان. وأن يكون ظرفًا ملغًى لا ضمير فيه، وتكون ﴿كَانَ﴾ تامة.
وقوله: ﴿هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾: (هم) فَصْلٌ، و ﴿أَشَدَّ﴾ خبر كان، وقد ضارع المعرفة من حيث لا يدخله حرف التعريف، ولذلك جاز أن يكون ﴿هُمْ﴾ هنا فصلًا، ويجوز أن يكون تأكيدًا للضمير في كانوا، وقد جوز أن

(١) هذه قراءة نافع، وابن عامر في رواية هشام، والباقون على الأولى. انظر السبعة / ٥٦٨/. والحجة ٦/ ١٠٢. والمبسوط / ٣٨٩/. والتذكرة ٢/ ٥٣٣.
(٢) أي: قل لهم: والذين تدعون من دونه.


الصفحة التالية
Icon