كما فعل في قيل وأخواته، و (صَدٌّ) بفتحها مع التنوين (١)، على أنه مصدر معطوف على ﴿سُوءُ عَمَلِهِ﴾.
﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (٣٩) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠) وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ ﴿مَا لِي﴾ ابتداء وخبر، والاستفهام بمعنى التوبيخ، و ﴿أَدْعُوكُمْ﴾ في
موضع الحال من المنوي في الخبر، ودعاه إلى كذا، ودعاه له بمعنىً.
وقوله: ﴿تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ﴾؛ بيان لما قبله، أو بدل منه وهو ﴿وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾، قيل: والمعنى: تدعونني إلى أن أكفر بالله، فوضع اللام موضع إلى. وقيل: التقدير: تدعونني إلى دينكم لأكفر بالله، واللام لام العلة والمدعو إليه محذوف، و ﴿وَأُشْرِكَ﴾ عطف على قوله: ﴿لِأَكْفُرَ﴾.
﴿مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾ (ما) موصول في موضع نصب بقوله: ﴿وَأُشْرِكَ﴾، و ﴿عِلْمٌ﴾ اسم ليس، والخبر ﴿لِي﴾، و ﴿بِهِ﴾ من صلة الاستقرار، ولا يجوز أن يكون من صلة ﴿عِلْمٌ﴾ كما زعم بعضهم، وإن كان صحيحًا من جهة المعنى، لأن ما كان في صلة المصدر لا يتقدم عليه.

(١) قرأها ابن أبي إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي بكر أو بكرة. انظر إعراب النحاس ٣/ ١٧. ومختصر الشواذ / ١٣٢/. والمحرر الوجيز ١٤/ ١٤٠. والقرطبي ١٥/ ٣١٥.


الصفحة التالية
Icon