قوله عز وجل: ﴿دَاخِرِينَ﴾ حال، وكذلك ﴿مُخْلِصِينَ﴾، و ﴿الدِّينَ﴾ منصوب به، وكذا ﴿طِفْلًا﴾ نصب على الحال.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (٧٤) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾: (إذ) معمول قوله: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾، وهو موضوع للزمان الماضي، وإنما استعمل هنا لما هو آت ولم يقع؛ لقوله: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾، لأن الأمور الآتية لما كانت في إخبار الله تعالى متيقنة مقطوع بها لصدق المُخبر عنها بلفظ ما كان ووجد، كأنها قد وقعت وإن لم يأت بعد. و ﴿الْأَغْلَالُ﴾ رفع بالابتداء، و ﴿وَالسَّلَاسِلُ﴾ عطف عليه، والخبر ﴿فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾، والتقدير: الأغلال والسلاسل في أعناقهم. و ﴿يُسْحَبُونَ﴾ على هذا حال من الضمير المجرور في ﴿أَعْنَاقِهِمْ﴾ لا من المرفوع المنوي في أعناقهم كما زعم بعضهم: أي: مسحوبين، أو مستأنف.
وقيل: (السلاسل) مبتدأ، والوقف على فوله: ﴿فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾، والخبر ما بعدها، والتقدير: والسلاسل يسحبودن بها في الحميم، فحُذف العائد وهو (بها) كما حذف في قولهم: السمن مَنَوانِ بدرهم، وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (١).

(١) سورة الشورى، الآية: ٤٣.


الصفحة التالية
Icon