﴿خَالِدِينَ﴾ حال، والمقصود بالذم محذوف وهو جهنم. والمثوى: المقام.
﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ﴾ (ما) صلة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب في غير موضع بأشبع من هذا (١).
وقوله: ﴿فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ جواب قوله: ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾. وجواب قوله: ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ﴾ محذوف، والتقدير: فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب، وهو القتل والأسر يوم بدر على ما فسر (٢) فذاك، أو نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا يرجعون في الآخرة فننتقم منهم أشد الانتقام.
وقوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ﴾ (من قبلك) من صلة الإرسال، و ﴿مِنْ﴾ مبتدأ خبره ﴿مِنْهُمْ﴾، والجملة مستأنفة، وفي الكلام حذف تقديره: منهم من قصصنا ذكره عليك، ثم حذف المضاف وهو الذكر وأقيم المضاف إليه مقامه، ثم حذف المضاف إليه للعلم به، ولا بد من هذا التقدير، لأن الأشخاص لا يُقَصون، إنما يُقَصُّ ذِكْرُهم.

(١) انظر إعرابه للآية (٣٨) من البقرة، والآية (٤٠) من الرعد.
(٢) انظر الكشاف ٣/ ٣٧٩.


الصفحة التالية
Icon