وقوله: ﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ﴾ جعل هنا بمعنى خلق. ومِن في ﴿مِنْهَا﴾: للتبعيض. و ﴿حَاجَةً﴾: مفعول (تبلغوا).
﴿وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (٨٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ﴾ (أي) منصوب بقوله: ﴿تُنْكِرُونَ﴾، ولو جيء بالضمير بعد ﴿تُنْكِرُونَ﴾ لارتفع (أي) ولا يجوز نصبه بمضمر يفسره هذا الظاهر، لأن الاستفهام لا يتقدم عليه ما في حيزه.
الزمخشري: ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ﴾ جاءت على اللغة المستفيضة، وقولُكَ: فأية آياتِ اللهِ قليلٌ، لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات، نحو: حمارٍ وحمارةٍ غريبِّ، وهي في (أي) أغرب لإبهامه، انتهى كلامه (١).
و﴿قُوَّةً﴾ نصب على التمييز، وكذا و ﴿وَآثَارًا﴾.
وقوله: ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ في (ما) الأولى وجهان: أحدهما نافية، والثاني استفهامية، ومحلها النصب بـ ﴿أَغْنَى﴾. وكذا الثانية فيها وجهان: أحدهما موصولة، والثاني مصدرية، ومحلها في كلا الوجهين الرفع على الفاعلية، أي: لم يغن، أو أي شيء أغنى عنهم مكسوبهم، أو كسبهم، أي: عملهم.

(١) الكشاف ٣/ ٣٨٠.


الصفحة التالية
Icon