جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢)}:
قوله عز وجل: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ﴾ (يوم) هنا يجوز أن يكون مفعولًا به على: وليذكروا يومَ، وأن يكون ظرفًا لمحذوف دل عليه قوله: ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ كأنه قيل: يمنعون يوم يجمع أعداء الله، ولا يجوز أن يكون معمول قوله: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (١) كما زعم بعضهم، لأن تنجية المذكورين في الدنيا، والحشر في الآخرة.
وقرئ: (يُحْشَرُ) على البناء للمفعولط لقوله: (يوزعون)، و (نَحْشُرُ) بالنون (٢)، لقوله: (ونجينا)، و (يَحْشُرُ) بالياء على البناء للفاعل (٣)، وهو الله جل ذكره.
وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا﴾ (ما) صلة للتأكيد، قيل: ومعنى التأكيد فيها أن وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم (٤). ﴿إِذَا﴾ معمول ﴿شَهِدَ﴾.
وقوله: ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ نصب على المصدر لا على الظرف كما زعم بعضهم، كأنه قيل: أول خَلْقَةٍ.
وقوله: و ﴿أَنْ يَشْهَدَ﴾ في موضع نصب لعدم الجار، أي: عن أن يشهد، أو من أن يشهد، أو جر على إرادته ولا بد من تقدير هذا لأن استتر لا يتعدى بنفسه. وقيل: التقدير: وما كنتم تستترون مخافة أن يشهد، فحذف المضاف (٥).
(٢) قرأها نافع، ويعقوب مع نصب (الأعداء)، وباقي العشرة على الأولى مع رفع (أعداء). انظر القراءتين في السبعة/ ٥٧٦/. والحجة ٦/ ١١٨. والمبسوط/ ٣٩٣/. والتذكرة ٢/ ٥٣٧.
(٣) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٣٨٩. وروح المعاني ٢٤/ ١١٤ دون نسبة.
(٤) قاله الزمخشري ٣/ ٣٨٩.
(٥) قاله ابن عطية ١٤/ ١٧٦.