﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ (ذلكم) رفع بالابتداء، وفي خبره وجهان:
أحدهما: ﴿ظَنُّكُمُ﴾، و ﴿الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ﴾ صفة للخبر، و ﴿أَرْدَاكُمْ﴾ خبر بعد خبر، أو حال وقد معه مرادة، أي: مُرْدِيًا إياكم. والثاني: ﴿أَرْدَاكُمْ﴾ هو الخبر، و ﴿ظَنُّكُمُ﴾ بدل من (ذلكم).
وقوله: ﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا﴾ الجمهور على فتح الياء وكسر التاء الثانية. ﴿فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ على فتح التاء، والمعنى: وإن لم يصبروا بأن استعتبوا، أي: طلبوا العتبى، وهي الرجوع لهم إلى ما يحبون بإزالة المكروه، لم يُعتبوا، لم يجابوا إلى ذلك.
وقرئ: (وإن يُستعتَبوا) بضم الياء وفتح التاء الثانية على البناء للمفعول (فما هم من المعتِبين) بكسر التاء على البناء للفاعل (١)، على معنى: أنهم لو استُعتِبوا لما أَعتَبوا، أي: إن سئلوا أن يُرضوا ربهم فما هم فاعلون؟ أي: لا سبيل لهم إلى ذلك، كما تقول: لو استُعطِفوا لما عَطَفوا، لأنه لا غناء عندهم، ولا خير فيهم فيجيبوا إلى جميل (٢).
وقوله: ﴿فِي أُمَمٍ﴾ في موضع الحال من الهاء والميم، أي: كائنين، أو مستقرين في جملة أمم.

(١) قرأها عمرو بن عبيد، والحسن، وموسى الأسواري. انظر مختصر الشواذ / ١٣٣/. والمحتسب ٢/ ٢٤٥. والمحرر الوجيز ١٤/ ١٧٨.
(٢) انظر المحتسب الموضع السابق، والكشاف ٣/ ٣٩٠.


الصفحة التالية
Icon