﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالْغَوْا فِيهِ﴾ الجمهور على فتح الغين، وقرئ: (والغُوا) بضمها (١)، يقال: لَغِيَ يَلْغَى بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر، ولَغَا يَلْغُو بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر، لغتان بمعنىً، واللغو: الساقط من الكلام الذي لا طائل تحته، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٢).
وقوله: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي﴾ أي: بأسوأ الذي، فحذف الجار، أو جزاء أسوأ الذي، فحذف المضاف.
وقوله: ﴿ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ﴾ (ذلك) مبتدأ، خبره: ﴿ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ﴾. أي: ذلك الجزاء جزاء أعداد الله، و ﴿النَّارُ﴾، يجوز أن يكون بدلًا من المبتدأ أو من الخبر، وأن يكون عطف ييان للجزاء، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو النار، والجملة فى موضع البيان للجملة الأولى، وأن يكون مبتدأ، و ﴿لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ﴾ الخبر، وتقف على هذا على ﴿أَعْدَاءِ اللَّهِ﴾.
وقوله: ﴿جَزَاءُ﴾ مصدر مؤكد لفعله، ودل على فعله قوله: {لَهُمْ
(٢) انظر إعرابه للآية (٢٢٥) من البقرة.