و (يُبَشِّرُ) بضم الياء وفحح الباء وتشديد الشين مع كسرها (١) من بَشَّرَهُ. و (يُبشِر) بضم الياء وإسكان الباء وكسر الشين (٢)، من أَبْشَرَهُ، لغاتٌ بمعنىً، كلها متعدٍ، لأن بَشَّرَ منقول من بشر بتضمعيف العين، وأبْشَرَ منقول منه بهمزة النقل كما زعم بعضهم، لأن بَشَرَ بالتخفيف متعد، وليس لنا فعل متعد إلى مفعول واحد فينقل بأحد المذكورين وهو على أصله يتعدى إلى مفعول واحد كما كان قبل النقل (٣).
وقوله: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ في الاستثناء وجهان:
أحدهما: منقطع بمعنى لكن، والمعنى: لا أسألكم عليه أجرًا لكن أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم.
والثاني: متصل، أي: لا أسألكم شيئًا إلا هذا، وهو أن تودوا قرابتي، و ﴿فِي﴾ على بابها، جُعلوا مكانًا للمودة ومقرًا لها، كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوىً، قاله الزمخشري، ثم قال: وليست ﴿فِي﴾ بصلة للمودة كاللام إذا قلت: إلا المودة للقربى، إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس، وتقديره: إلا المودة ثابتة في القربى متمكنة فيها، والقربى مصدر كالزلفى والبشرى، بمعنى القرابة، والمراد: في أهل القربى، انتهى كلامه (٤).
وقوله: ﴿نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا﴾ الجمهور عنى تنوين قوله: ﴿حُسْنًا﴾ أي: إحسانًا، وقرئ: (حُسْنَى) (٥) وهو مصدر كالرجْعَى والبُشْرَى.

(١) وهذه قراءة الباقين من العشرة. انظر السبعة ٢٠٥ - ٢٠٦. والمبسوط/ ١٦١/. والتذكرة ٢/ ٢٨٧. كلهم خرجها عند الآية (٣٩) من آل عمران، حيث تقدم هذا الحرف.
(٢) قرأها مجاهد، وحميد كما في المحتسب ٢/ ٢٥١. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢١٧.
(٣) انظرا لمحتسب الموضع السابق.
(٤) الكشاف ٣/ ٤٠٢.
(٥) من غير تنوين، رواها عبد الوارث عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ / ١٣٤/. والبحر ٧/ ٥١٦.


الصفحة التالية
Icon