﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٢٥) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (٢٦) وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ في ﴿أَمْ﴾ وجهان:
أحدهما: هي المنقطعة.
والثاني: هي المتصلة، وهي المعادلة لهمزة الاستفهام وهي محذوفة، والتقدير: أيقبلون ما دعوتهم إليه من صلة رحمك، ويقرون بأن القرآن كلام الله، أم يقولون افترى على الله كذبًا، وليس هو من عند الله؟ وقوله: ﴿فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ﴾ هذا هو الوقوف، لأن الذي بعده منقطع مستأنف، وهو قوله: ﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ﴾، وليس بمجزومٍ بالعطف على ما قبله، (ويمحو) بالواو، وإنما حذفت في الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه كما حذفت في قوله: ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ﴾ (١) وقوله: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ (٢) وهي في حكم الثبات لأنها سقطت من اللفظ لالتقاء الساكنين، وقد حكي أنها مثبتة في بعض المصاحف، فاعرفه (٣).
وقوله: (ويَعْلَمُ ما يَفْعَلُونَ) قرئ بالياء النقط من تحته لقربه من ذكر العباد

(١) سورة الإسراء، الآية: ١١.
(٢) سورة العلق، الآية: ١٨.
(٣) انظر الكشاف ٣/ ٤٠٤.


الصفحة التالية
Icon