﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ﴾ (في البحر) يجوز أن يكون من صلة (الجواري)، وأن يكون حالًا منها على رأي أبي الحسن، أو من المنوي في الظرف على رأي صاحب الكتاب، أو من المنوي في (الجواري) على المذهبين.
وأما قوله: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾ ففي موضع نصب على الحال ليس إلا من أحد المذكورات، أو من المستكن في ﴿الْبَحْرِ﴾ إن جعلته حالًا في موضع رفع على النعت للجواري كما زعم بعضهم، لأن الجواري معرفة، والكاف نكرة، لأنها بمعنى مثل، ومثل لا يكون إلا نكرة، ولا يتعرف وإن أضيف إلى المعارف.
وواحد الجواري جارية، وهي السفينة، سميت بذلك لجريانها في البحر، وواحد الأعلام: عَلَمٌ وهو الجبل، قالت الخنساء (١):
٥٦٤ -................. كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نَارُ (٢)
وقوله: ﴿إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ﴾ (يسكن) جواب الشرط، ﴿فَيَظْلَلْنَ﴾ عطف على الجواب. وكذا ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾، ﴿وَيَعْفُ﴾ على قراءة
(٢) من مرثية في أخيها صخر، وصدره: (وإن صخرًا لتأتم الهداة به). أو: (أشم أبلج تأتم الهداة به).
وانظره في الشعر والشعراء / ٢١٥/. والكامل ٢/ ٩٤١. وجامع البيان ٢٥/ ٣٣. ومقاييس اللغة ٤/ ١٠٩. والنكت والعيون ٥/ ٢٠٥. والكشاف ٣/ ٤٠٦. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٢٦.