الجمهور، وأما ما روي من أن بعضهم قرأ: (ويعفو) بالواو (١)، فعلى الاستئناف.
والجمهور على فتح لام ﴿فَيَظْلَلْنَ﴾، وقرئ: (فَيَظْلِلْنَ) بكسر اللام (٢)، وهما لغتان، يقال: ظَلِلْتُ أَظَلّ، وظَلَلْتُ أظِل، غير أن فتح اللام هي اللغة المشهورة، كذا قاله أبو الفتح (٣).
و﴿رَوَاكِدَ﴾ خبر ﴿فَيَظْلَلْنَ﴾، أي: فتظل السفن رواكد، أي سواكن ثوابت واقفات على ظهره، أي على ظهر البحر، ومعنى ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾: أو يهلكهن، والإيباق: الإهلاك.
﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ﴾ الفعل مسند إلى ﴿الَّذِينَ﴾، أي: ويعلم الكفار الذين يجادلون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه في القرآن ويكذبونهم أن لا محيص لهم عن عقاب الله إذا عاقبهم.
وقرئ: (ويعلمَ) بالنصب والرفع، وعليهما الجمهور (٤). وقرئ: (ويعلمِ) بالكسر، على أنه مجزوم (٥)، وإنما كسر لالتقاء الساكنين.
أما النصب: فعلى إضمار (أن)، لأن ما قبله غير موجب، وذلك أنَّ ما قبله شرط وجزاء، وكل واحد منهما غير موجب، والنصب بعد الشرط إذا
(٢) قرأها قتادة كما في المحتسب ٢/ ٢٥٢. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٢٦. والقرطبي ١٦/ ٣٣.
(٣) الموضع السابق.
(٤) قرأ المدنيان، وابن عامر: (ويعلمُ) بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب. انظر السبعة / ٥٨١/. والحجة ٦/ ١٣٠. والمبسوط/ ٣٩٥/. والتذكرة ٢/ ٥٤٢.
(٥) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤٠٦. والتبيان ٢/ ١١٣٤. والدر المصون ٩/ ٥٥٨ دون نسبة.