حال أيضًا، والظرف مصدر في الأصل ولهذا لم يجمع.
وقوله: ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ من صلة ﴿خَسِرُوا﴾ وقد جوز أن يكون من قول المؤمنين واقعًا في الدنيا، وأن يكون من صلة قال، أي: يقولون يوم القيامة إذا رأوهم على تلك الصفة (١). و ﴿يَنْصُرُونَهُمْ﴾ في موضع رفع، أو جر، كقوله: ﴿مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (غَيرِهِ) (٢).
﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (٤٨) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ يجوز أن يكون متصلًا بقوله: ﴿أَنْ يَأْتِيَ﴾ أي: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على رده. وأن يكون متصلًا بمحذوف على أنه صفة بعد صفة لـ ﴿يَوْمٌ﴾ كل، أي: يومٌ حاصلٌ أو كائن من الله لا مرد له. وأن يكون متصلًا بقوله: ﴿لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ أي: لا يرده الله بعدما حكم به.
و﴿حَفِيظًا﴾: حال، و ﴿عَلَيْهِمْ﴾ من صلته، أي: تحفظ عليهم أعمالهم، وتمنعهم من الكفر والمعاصي.
وقوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ﴾: بعد قوله: ﴿فَرِحَ﴾ حمل على المعنى دون

(١) الوجهان لصاحب الكشاف ٣/ ٤٠٨.
(٢) الأعراف (٥٩) على القراءتين المتواترتين، وقد خرجتهما هناك.


الصفحة التالية
Icon