اللفظ، إذ المراد بالإنسان الجنس.
وقوله: ﴿ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا﴾ حالان من الهاء والميم في ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ﴾، على معنى: يَقْرِنُ الأولادَ مختلفين ذكرًا وإناثًا
و﴿عَقِيمًا﴾: يجوز أن يكون مفعولًا به ثانيًا. ، وأن يكون حالًا على أن تجعل الجعل بمعنى الخلق، وعلى الأول بمعنى التصيير.
﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ﴾ (أن) وما عملت فيه في موضع رفع على أنه اسم كان، و ﴿لِبَشَرٍ﴾ الخبر.
وقوله: ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾ فيه وجهان:
أحدهما: مصدر في موضع الحال من اسم الله جل ذكره، وكذا ﴿مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ ظرف في موضع الحال، وفيه ضمير يعود إلى ذي الحال، كقوله: ﴿وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ (١)، وقوله: ﴿لِجَنْبِهِ﴾ (٢)، وكذ ﴿أَوْ يُرْسِلَ﴾ في موضع الحال أيضًا عطفٌ على ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾، والأصل: أو أن يرسل، أي: أو إرسالًا، وكذا ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ أي: أو إسماعًا من وراء حجاب، ليشاكل ما قبله وما بعده، والتقدير: وما صح لآدمي أن يكلمه الله إلا موحيًا إليه، أو مسمعًا إياه كلامه من وراء حجاب، أو مرسلًا إليه رسولًا، ولا يجوز أن يكون معطوفًا على ﴿أَنْ يُكَلِّمَهُ﴾ لفساد المعنى، لأنه يصير: وما كان لبشر أن يكلمه الله أو أن يرسله أو أن يرسل إليه رسولًا، فيؤدي ذلك إما إلى نفي الرسل من البشر، أو إلى نفي المرسل إليهم، وكلاهما فاسد، لأن
(٢) سورة يونس، الآية: ١٢.