مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)}:
قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ قرئ: (عباد الرحمن) (١) و (عبيد الرحمن) (٢)، كقوله: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ (٣). و (عند الرحمن) (٤)، كقوله: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (٥). والمراد به رفع المنزلة.
و﴿إِنَاثًا﴾ و (أُنُثًا) جمع الجمع (٦). ومعنى ﴿جَعَلُوا﴾: سمّوا وقالوا إنهم إناث.
وقوله: ﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ قرئ: (أَشهِدُوا) بهمزة استفهامٍ داخلةٍ على (شهدوا) (٧). و (أَأُشْهِدُوا) بهمزتين محققتين، الأولى مفتوحة والثانية مضمومة (٨)، والهمزتان إحداهما همزة الاستفهام، والثانية همزة (أُشْهِدُوا). وبتسهيل الثانية من غير مَدٍّ (٩). وبتسهيلها مع المد (١٠). وقد مضى الكلام
(٢) كذا أيضًا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤١٥. ولم أجد من ذكرها مجموعة هكذا، لكن ذكر أبو حيان ٨/ ١٠ (عبد الرحمن) مفردًا، وقال: معناه الجمع، لأنه اسم جنس، ونسبها إلى أُبي رضي الله عنه. وانظرها أيضًا في الدر المصون ٩/ ٥٧٩. وروح المعاني ٢٥/ ٧١.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٦.
(٤) يعني (عند) ظرف مكان، وبها قرأ المدنيان، والابنان، ويعقوب. انظرها مع القراءة الصحيحة الأولى في السبعة/ ٥٨٥/. والحجة ٦/ ١٤٠. والمبسوط / ٣٩٨/. والتذكرة ٢/ ٥٤٤.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ١٩.
(٦) الجمهور على الأولى، وقرأ بالثانية زيد بن علي كما في البحر ٨/ ١٠. والدر المصون ٩/ ٥٧٩. وروح المعاني ٢٥/ ٧١.
(٧) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٨) رواها المفضل عن عاصم.
(٩) يعني (أوُشْهدوا)، وهي قراءة نافع، والمفضل.
(١٠) يعني (آوشهدوا) وهي قراءة أبي جعفر، والمسيبي عن نافع. انظر هذه القراءات الصحيحة =