﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا﴾ قرئ: على الإفراد، على أن الفعل للعاشي، و (جاءانا) على التثنية (١)، على أن الفعل له ولشيطانه.
وقوله: ﴿بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: يريد المشرق والمغرب، إلا أنه غَلَّب لفظ المشرق لأنه أولُ فَثَنَّى بلفظه، والتغليب غير منكر في كلام القوم، ومنه قيل: العُمَران، والقمران.
والثاني: يريد مشرق الصيف ومشرق الشتاء (٢).
﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٠) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (٤٢) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (٤٤) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (٤٧) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠)﴾:

(١) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ المدنيان، والابنان، وأبو بكر عن عاصم: (جاءانا) بألف بعد الهمزة على التثنية، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد. انظر السبعة/ ٥٨٦/ والحجة ٦/ ١٥٠. والمبسوط / ٣٩٩/. والتذكرة ٢/ ٥٤٥. والنشر ٢/ ٣٦٩.
(٢) انظر في هذا معاني الفراء ٣/ ٣٣. وتفسير الطبري ٢٥/ ٧٤. ومعاني النحاس ٦/ ٣٦٠. والنكت والعيون ٥/ ٢٢٦.


الصفحة التالية
Icon