من الساعة، وهو بدل الاشتمال، أي: هل ينظرون إلا إتيان الساعة. و ﴿بَغْتَةً﴾ مصدر في موضع الحال. ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾: في موضع الحال أيضًا، أي: وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم.
﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ (الأخلاء) مبتدأ، و ﴿بَعْضُهُمْ﴾ بدل منه، و ﴿عَدُوٌّ﴾ الخبر، و ﴿لِبَعْضٍ﴾ من صلة ﴿عَدُوٌّ﴾.
وأما ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: فيجوز أن يكون من صلة ﴿الْأَخِلَّاءُ﴾، على معنى: الأخلاء في الدنيا، والمراد بيومئذٍ: زمن كونهم في الدنيا، وفي الكلام حذف تقديره: عدو في الآخرة. وأن يكون من صلة ﴿عَدُوٌّ﴾، أي: الأخلاء بعضهم لبعض عدو يومئذٍ، يعني يوم القيامة، لأن الخلة في الكفر والمعصية في الدنيا تصير عداوة يوم القيامة.
﴿يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَاعِبَادِ﴾ يجوز أن يكون متصلًا بالأول حكاية لما ينادَى به المتقون، والتقدير: إلا المتقين فإنهم يقال لهم: يا عبادي كيت وكيت، وأن يكون مستأنفًا، أي: يقال يوم القيامة للمؤمنين المطيعين: يا عبادي كيت وكيت.
وقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يجوز أن يكون في موضع نصب إما على النعت لـ (عبادي) لأنه منادى مضاف، أو على إضمار فعل، وذلك أن الخلائق إذا سمعوا النداء رفعوا رؤوسهم، يقال لهم: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾، أي: نعني، أو