قوله عز وجل: ﴿كَالْمُهْلِ﴾ الكاف في موضع رفع على أنه خبر بعد خبر لقوله: ﴿إِنَّ﴾، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ﴿كَالْمُهْلِ﴾. والمهل: عَكَرُ الزيت، وهو دُرْدِيُّهُ. وقيل: المهل كل ما يمهل في النار حتى يذوب، كالذهب والفضة والنحاس (١).
وقوله: (تَغْلِي) قرئ: بالتاء النقط من فوقه للشجرة، وبالياء النقط من تحته (٢) للطعام لا للمهل، لأنه إنما ذُكِرَ للتشبيه.
وقولى: ﴿كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾ أي: غليًا مثل غلي الحميم.
﴿فَاعْتِلُوهُ﴾: كَسْرُ التاء وضمها لغتان فاشيتان، وقد قرئ بهما (٣).
وقوله: ﴿ذُقْ إِنَّكَ﴾ قرئ: بكسر الهمزة على الاستئناف، أي: أنت العزيز الكريم عند قومك، على سبيل الهزء، وبفتحها (٤)، على تقدير: لأنك، أو بأنك،. أي: بسبب أنك.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (٥٣) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ
(٢) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ ابن كئير، وحفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب بالياء النقط من تحت، وقرأ الباقون بالتاء. انظر السبعة/ ٥٩٢/. والحجة ٦/ ١١٦. والمبسوط / ٤٠١/. والتذكرة ٢/ ٥٤٩. والنشر ٢/ ٣٧١. والكشف ٢/ ٢٦٤. وأُضيف اسم (ابن عامر) إلى القراءة الأولى في الحجة وهو خطأ.
(٣) قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو، والكوفيون: (فاعْتِلُوه) بكسر التاء. وقرأ البا قون: (فاعتُلوه) بضمها. انظر السبعة ٥٩٢ - ٥٩٣. والحجة ٦/ ١٦٥ - ١٦٦. والمبسوط / ٤٠١/. والتذكرة ٢/ ٥٤٩.
(٤) قراءة الكسائي وحده. انظرها مع قراءة باقي العشرة في السبعة/٥٩٣/. والحجة ٦/ ٢٦٦. والمبسوط / ٤٠٢/. والتذكرة ٢/ ٥٤٩.