قوله عز وجل: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾ ابتداء وخبر. وقوله: ﴿نَتْلُوهَا﴾ حال، أي: مَتْلُوةً، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب (١). وقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ أي: بسبب الحق، أو ملتبسين بالحق، أو مُحِقِّين.
وقوله: ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ قرئ: بالياء النقط من تحته لقوله: ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (٢)، وبالتاء (٣) على معنى: قل لهم.
وقوله: ﴿تُتْلَى عَلَيْهِ﴾ في موضع الحال، أي: متلوةً. و ﴿مُسْتَكْبِرًا﴾: أيضًا نصب على الحال، وكذا ﴿كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا﴾ حال بعد حال، على قول من جوز حالين من ذي حال واحدٍ، أي: يُصرُّ متعظمًا مماثلًا، أو مشبهًا غير السامع، أو حال من المنوي في ﴿مُسْتَكْبِرًا﴾.
و(أَنْ) في ﴿كَأَنْ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها مضمر وهو ضمير الشأن والحديث، أي: كأنه لم يسمعها.
وقوله: ﴿اتَّخَذَهَا﴾ الضمير المنصُوب للآيات، وقد جوز أن يكون لشيء لأنه في معنى الآية.
﴿مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣)﴾:
قولى عز وجل: ﴿وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا﴾ (شيئًا) يجوز أن يكون

(١) انظر إعرابه للآية (٢٥٢) من البقرة.
(٢) في الجميع: (يؤمنون).
(٣) قرأ المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وروح: (يؤمنون) بالغيب. وقرأ الباقون: (تؤمنون) بالخطاب. انطر السبعة/ ٥٩٤/. والحجة ٦/ ١٧٣. والمبسوط / ٤٠٣/. والتذكرة ٢/ ٥٥١. والنشر ٢/ ٣٧١ - ٣٧٢.


الصفحة التالية
Icon