وبنوه الصالحون الذين قدمهم، فإنه ينتفع بهم، أو على الاستثناء المنقطع، أي: لكن من أتى الله، أي حال من أتى الله بقلب سليم نفعه سلامة قلبه، فحذف المضاف وهو الحال. والثاني: في موضع رفع على البدل من ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ﴾، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: لا ينفع مال ولا بنون أحدًا إلا مالُ وبنو من أتى الله بقلب سليم فإنهما ينفعانه، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
والثاني: هو مفعول قوله: ﴿لَا يَنْفَعُ﴾، أي: لا ينفع ذلك إلا شخصًا أو إنسانًا من صفته كيت وكيت.
﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ (ما) موصول مبتدأ، وخبره ﴿أَيْنَ﴾.
وقوله: ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾ (إذ) ظرف للاستقرار الذي تعلق به في قوله: ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾ ويجوز أن يكون الظرف مستقرًا، و ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ حال من المنوي فيه، وأن يكون ملغى من صلة ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾، أي: وهم يختصمون فيها.
وقوله: ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ الصديق فعيل بمعنى مفاعل، وهو الذي يصادقك الود، وكذلك الحميم فعيل بمعنى مفاعل، أي: محام لك، أي: مقارب في النسب، وحم وأحم: إذا قرب.


الصفحة التالية
Icon