قنعت في الاحتجاج لكم بهذا القدر على قلته وإفراد عدده، قاله أبو الفتح (١). وأما الإِثرة بالكسر: فبمعنى الأَثرة. وأما الأُثْرَةُ بالضم: فاسم ما يؤثر، كالخُطبة اسم ما يخطب به، قاله الزمخشري (٢).
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (٦) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ﴾ (مَنْ) استفهامية بمعنى النفي في موضح رفع بالابتداء، والخبر ﴿أَضَلُّ﴾.
وقوله: ﴿مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ﴾ يجوز أن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة، وهي في موضع نصب بقوله: ﴿يَدْعُوا﴾.
وقوله: ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ نصب على الحال من ﴿آيَاتُنَا﴾.
وقوله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ (أم) هي المنقطعة.
وقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ (شهيدًا) حال أو تميير.
﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)﴾:
(٢) الكشاف ٣/ ٤٤١.