وقوله: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾ الضمير للعاقبة المذكورة، أو للعقوبة، أو للهلكة دل عليها ﴿دَمَّرَ﴾. وقيل: للسُنَّةِ، كقوله عز وعلا: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا﴾ (١).
وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ﴾ مبتدأ وخبر، و ﴿ذَلِكَ﴾ إشارة إلى النصر والتعس في قوله: ﴿يَنْصُرْكُمُ﴾ و (تعسًا لهم) أي: ذلك كائن بسبب أن الله وليّ المؤمنين وناصرهم. وقيل: الإشارة إلى التدمير دل عليه ﴿دَمَّرَ﴾.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (١٣) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ (والنارُ) مبتدأ، وفي خبره وجهان، أحدهما: ﴿مَثْوًى﴾، والثاني: ﴿لَهُمْ﴾، و ﴿مَثْوًى﴾ في موضع الحال.
وقوله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ أي: من أهل قرية هم أشد قوة من أهل قريتك الذين أخرجوك، فحذف المضاف، ولذلك قال: ﴿أَهْلَكْنَاهُمْ﴾، ولم يقل: أهلكناها. و ﴿قُوَّةً﴾: نَصْبٌ على التمييز.
وقوله: ﴿أَفَمَنْ كَانَ﴾ (مَنْ) موصولةْ في موضع رفع بالابتداء خبره ﴿كَمَنْ زُيِّنَ﴾، والاستفهام بمعنى الإنكار، أي: ليس أحدهما كالاخر، وقال: ﴿سُوءُ عَمَلِهِ﴾ فأفرد حملًا على لفظ (مَن)، ثم قال: ﴿وَاتَّبَعُوا﴾، فجمع حملًا على معناه.
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ