مِثْلها؟ فقيل: فيها أنهار. وأن يكون في موضع الحال، أي: مستقرة فيها أنهار.
وفي قراءة ابن عباس وعلي رضي الله عنهما: (أمثال الجنة) (١). قال أبو الفتح: هذه القراءة دليل على أن القراءة العامة التي هي (مَثَلُ) بالتوحيد لفظ الواحد في معنى الكثرة، وذلك لما فيه من معنى المصدرية، انتهى كلامه (٢).
وقوله: ﴿مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ أي: متغير، يقال: أَسِنَ الماء وأَجِنَ، إذا تغير، وقرئ: (آسِنٍ) بالمد، و (أَسِنٍ) بالقصر (٣)، وكلاهما اسم فاعل من أَسِنَ غير أن بينهما فُرَيْقًا، وذلك أن القصر للحال، والمد للمآل، كما تقول: هو غَوِرٌ الآن، وغاور غدًا، فاعرفه فإنه من فُرقان أبي الحسن (٤).
وقوله: ﴿لَذَّةٍ﴾ فيها وجهان:
أحدهما: تأنيث لَذٍّ وهو بمعنى لذيذ، كطَبٍّ بمعنى طبيب، يقال: شرابٌ لَذٌّ ولَذيذٌ، بمعنىً.
والثاني: مصدر وصف به، والتقدير: ذات لذة، فحذف المضاف، أو جعلت عينها لذة للمبالغة.
والجمهور على جر ﴿لَذَّةٍ﴾ على الصفة للخمر، أي: من خمر لذيذة الطعم، طيبة الشرب، لا يكرهها شاربها، تُطرب ولا تُسكر.
(٢) المحتسب الموضع السابق.
(٣) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير وحده: (أسن) مقصورة. وقرأ الباقون: (آسن) ممدودة. انظر السبعة/ ٦٠٠/ والحجة ٦/ ١٩٠. والمبسوط/ ٤٠٨/. والتذكرة ٢/ ٥٥٧.
(٤) انظر قول أبي الحسن في الحجة ٦/ ١٩١. والمحرر الوجيز ١٥/ ٦٧. والقرطبي ١٦/ ٢٣٦.