وقرئ: (لذةٌ) بالرفع على الصفة للأنهار. و (لذةً) بالنصب (١) على العلة (٢)، أي: لأجل لذة الشاربين، وهذه القراءة تعضد قول من قال: إنها مصدر.
وقوله: ﴿مِنْ مَاءٍ﴾ و ﴿مِنْ لَبَنٍ﴾ و ﴿مِنْ عَسَلٍ﴾ و ﴿مِنْ خَمْر﴾ كل واحد من الجار والمجرور في موضع رفع على الصفة لأنهار، أي: كائنة منه، أو منها.
والعسل يُذَكّر ويؤنث. و ﴿مُصَفًّى﴾ أي: خالص من الشوائبّ، لأنه لم يخرج من بطون النحل فيخالطه الشمع وغيره، بل خلقه الله جل ذكره مُصَفًّى خالصًا من الشوائب لأهل الجنة.
وقوله: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ التقدير: ولهم فيها المشتهى من كل الثمرات، فالمحذوف المقدر مبتدأ، والخبر ﴿لَهُمْ﴾، و ﴿مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ في موضع الحال من المنوي في ﴿لَهُمْ﴾، أو من المحذوف على رأي أبي الحسن، ولك أن تجعل ﴿مِنْ﴾ صلةً على مذهب أبي الحسن، أي: ولهم فيها كل الثمرات، فلا حذف على هذا.
وقوله: ﴿وَمَغْفِرَةٌ﴾ أي: ولهم مغفرة كائنة من ربهم.
وقوله: ﴿كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ﴾ في الكلام حذف تقديره: أفمن هو خَلِدٌ في النعيم كمن هو خَلِدٌ في النار؟ فحذف الأول وهو المبتدأ، لأن ما بعده الذي هو خبره يدل عليه، وقيل: هو بدل من قوله: ﴿كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ﴾، وقيل: عطف عليه، وقد حذف حرف العطف منه، والمعنى: أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وهو خالد في النار، وقد ذكرت مذهب الكسائي فيها قبيل.

(١) كذا كقراءتين فى الكشاف ٣/ ٤٥٦. والبحر ٨/ ٧٩. وحكاهما الفراء ٣/ ٦٠. والنحاس ٣/ ١٧٢. ومكي ٢/ ٣٠٧ كوجهي إعراب.
(٢) يعني على المفعول لأجله.


الصفحة التالية
Icon