وقرئ: (وأُمْلِيَ) بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء على البناء للمفعول (١)، والقائم مقام الفاعل ﴿لَهُمْ﴾ والمعنى: أُمهلوا ومُدّ في عمرهم، والفاعل هو الله جل ذكره. وقيل: القائم مقام الفاعل المنوي في (أُمْلي) العائد إلى الشيطان (٢).
وقرئ: (وأُمْلِيْ) بضم الهمزة وكسر اللام هاسكان الياء على البناء للفاعل (٣)، وهو الله عز وعلا، على معنى: الشيطان يُغويهم وأنا أُنْظِرُهُم، كقوله: ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ﴾ (٤)، قال أبو الفتح: ومعنى سَوَّلَ لهم: أي دلاهم، وهو من السَّوَلِ، وهو استرخاء البطن، يقال: رجل أَسْولُ وامرأة سَولاء، إذا كانا مسترخيي البطون، ثم قال: وهذا اشتقاق حسن أخذناه عن أبي علي رحمه الله، انتهى كلامه (٥).
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (٢٦) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (٢٧) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٢٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ﴾ مبتدأ وخبر، أي: ذلك الإملاء، وقيل: ذلك الإضلال كائن بسبب كيت وكيت (٦). و (ما) في قوله: ﴿مَا نَزَّلَ اللَّهُ﴾ موصولة منصوبة بقوله: ﴿كَرِهُوا﴾.
(٢) انظر هذا القول في الكشف ٢/ ٢٧٨. والمحرر الوجيز ١٥/ ٧٣ والتبيان ٢/ ١١٦٤.
(٣) قرأها يعقوب. انظرها مع القراءتين في المبسوط/ ٤٠٨/. والتذكرة ٢/ ٥٥٨. والنشر ٣٧٤. بالإضافة إلى السبعة ٦٠٠ - ٦٠١. والحجة ٦/ ١٩٤.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٧٨.
(٥) المحتسب ٢/ ٢٧.
(٦) قاله الزجاج ٥/ ١٤.