قوله عز وجل: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ (أم) بمعنى بل والهمزة، و ﴿أَنْ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها مضمر وهو ضمير الشأن، و ﴿أَنْ﴾ سدت مسد مفعولي الحسبان، والأضغان: الأحقاد، الواحد ضِغْنٌ. وإخراجها: إبرازها لرسول -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين.
وقوله: ﴿لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ﴾ ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ﴾ اللام الأولى جواب ﴿وَلَوْ﴾، والثانية تأكيد لها، والثالثة جواب قسم محذوف دل عليه اللام ونون التأكيد.
وقوله: ﴿فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾، أي: في فحوى الكلام وأسلوبه، واللحن في الكلام: هو العدول عن سَنَنِ الاستقامة، ولحن القول: ما كان تحته معنى معدول به من موجب اللفظ، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا.
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (٣٢) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (٣٤) فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ قرئ: بالنون والياء، وكذا ﴿حَتَّى نَعْلَمَ... وَنَبْلُوَ﴾ قرئ: بهما (١)، ووجه كليهما ظاهر.
وقرئ: (ونبلوْ) بالنون وإسكان الواو (٢)، على القطع مما قبله والاستئناف، أي: ونحن نبلو أخباركم.
وقوله: ﴿وَهُمْ كُفَّارٌ﴾ الواو للحال.
(٢) قرأها يعقوب في راوية رويس وروح. انظر المبسوط، والتذكرة الموضعين السابقين والنشر ٢/ ٣٧٥.