أخرى، دل عليه المعنى، أو: وقضى الله أخرى، دل عليه ﴿قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾ وأن تكون في موضع رفع بالابتداء. و ﴿لَمْ تَقْدِرُوا﴾ صفة لها. و ﴿قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾ الخبر.
وقوله: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ﴾ مصدر مؤكد لفعله، وهو محذوف، أي: سَنَّ الله تعالى نصر رسله سُنَّةً، بشهادة قوله سبحانه: ﴿لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ (١).
﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا﴾ الجمهور على نصب (الهدي) عطفًا على الضمير المنصوب في قوله: ﴿وَصَدُّوكُمْ﴾ أي: صدوكم وصدوا الهدي. وقيل: الواو بمعنى (مع)، أي: صدوكم مع الهدي (٢).
وقرئ: (والهديِ) بالجر (٣) عطفًا على ﴿الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾، أي: صدوكم عن المسجد الحرام وصدوكم عن نحر الهدي.
(والهَدْيُ) بالرفع (٤)، على إضمار فعل مبني للمفعول، أي: وَصُدَّ الهَدْيُ.

(١) سورة المجادلة، الآية: ٢١.
(٢) فيكون مفعولًا معه، وانظر الدر المصون ٩/ ٧١٥.
(٣) قرأها حسين الجعفي عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ/ ١٤٢/. والبحر المحيط ٨/ ٩٨. والدر المصون ٩/ ٧١٥.
(٤) كذا هذه القراءة دون نسبة في الكشاف ٣/ ٤٦٦. والبحر ٨/ ٩٨. والدر المصون ٩/ ٧١٦. وروح المعاني ٢٦/ ١١٢.


الصفحة التالية
Icon