فمبني للمفعول مضاف إليه، على معنى: خُلِقْنا كما خُلِقُوا، نموت كما ماتوا، ولا بعث ولا حساب.
وقرئ: بضمهما (١)، على معنى: ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا عادة الأولين ومذهبهم ودينهم وأخلاقهم وما جرى عليه أمرهم، ونحن بهم مقتدون، أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادتهم لم يزل عليها الناس في قديم الدهر، ونحن نستن بسنتهم.
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ﴾ (ما) موصولة، و ﴿هَاهُنَا﴾ صلتها، وهو ظرف مكان، والعامل فيه الاستقرار، أي: في الذي استقر في هذا المكان من النعيم، و ﴿آمِنِينَ﴾: حال من الضمير في (تتركون) و ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ وما عطف عليها بدلًا من ﴿مَا﴾ بإعادة الجار.

(١) أي: (خُلُقُ) هذه قراءة الخمسة الباقين. انظر القراءتين في السبعة / ٤٧٢/. والحجة ٥/ ٣٦٥. والمبسوط ٣٢٧ - ٣٢٨. والتذكرة ٢/ ٤٧١.


الصفحة التالية
Icon