والهضيم في اللغة: اللطيف الضامر الداخل بعضه في بعض، من قولهم: كَشْحٌ هَضِيم (١).
وقوله: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ قرئ: (فارهين وفرهين) بالألف وتركها (٢)، ومعناهما واحد، يقال: فَرُه بالشيء يَفْرُه بالضم فيهما فراهةً، فهو فاره به وفره به، أي: حاذق به. وقيل: الفره: الأشر، والفاره: الحاذق. وقيل غير هذا (٣)، وكلاهما منصوب على الحال من الضمير في ﴿وَتَنْحِتُونَ﴾، وكذا ﴿نَادِمِينَ﴾ نصب على الحال من الضمير في ﴿فَأَصْبَحُوا﴾.
وقوله: ﴿هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ﴾ ارتفاع قوله: ﴿شِرْبٌ﴾ بالظرف على المذهبين، لجريه وصفا على منكور، أي: ناقة ثابت أو مستقر لها شرب، والشرب: الحظ والنصيب من الماء.
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥)﴾:

(١) الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضِلْع.
(٢) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: (فرهين) بغير ألف. وقرأ الباقون من العشرة: (فارهين) بالألف. انظر السبعة / ٤٧٢/. والحجة ٥/ ٣٣٦. والمبسوط / ٣٢٨/. والتذكرة ٢/ ٤٧١.
(٣) انظر جامع البيان ١٩/ ١٠٠ - ١٠١. والنكت والعيون ٤/ ١٨٣ - ١٨٤.


الصفحة التالية
Icon