مضمر، أي: اذكر إذ جعل.
وقوله: ﴿حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ بدل من ﴿الْحَمِيَّةَ﴾، والحمية: الأَنَفَةُ، وهو مصدر قولك: حميت عن الشئ حميةً، إذا أَنِفتَ منه، وداخلك عارٌ وأنفهٌ أن تفعله. و (السكينةُ): الوقار.
وقوله: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ﴾ أي: وألزمهم الثبات على كلمة التقوى.
﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (٢٧) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا﴾ صدق فعل يتعدى إلى مفعولين، ومفعولاه هنا: ﴿رَسُولَهُ الرُّؤْيَا﴾، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: صَدَقَهُ تأويلَ الرؤيا التي أراها إياه، والمعنى: صدقه في تأويل رؤياه، فحذف الجار وأوصل الفعل وحذف المضاف، وإنما احتيج إلى هذا التقدير لأن الرؤيا شيء كالتخايل يُرى في المنام، لا يَحتمل الصدق والكذب، وإنما تأويلها يحتمل ذلك.
وقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ فيه أوجه: أن يكون من صلة ﴿صَدَقَ﴾، أي: صدق بحقيقة ما أراه. وأن يكون حالًا من الرؤيا، أي: ملتبسة بالحق، على معنى: أنها لم تكن من أضغاث الأحلام. وأن يكون قَسَمًا، والكلام تم عند قوله: ﴿الرُّؤْيَا﴾ ثم ابتدأ جل ذكره بالقسم فقال: ﴿بِالْحَقِّ﴾، وفيه وجهان، أحدهما: هو الحق الذي هو خلاف الباطل. والثاني: هو الحق الذي هو من أسمائه. و ﴿لَتَدْخُلُنَّ﴾ جوابه، وعلى الوجهين الأولين هو جواب قسم محذوف، أي: والله لتدخلن.
وقوله: ﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ في (إن) وجهان: [أحدهما]: على بابها، وفيه أقوال:


الصفحة التالية
Icon