مفعولة، كالغرفة والقبضة، وهي المكان يَتَحَجَّرُهُ الإنسانُ لنفسه، يمنع غيره من مشاركته فيه، وحركت عينها في الجمع فرقًا بين الاسم والصفة، نحو: حُلْوة وحُلْوات، ويجوز فيها ثلاثة أوجه، الحُجُرات بضم الجيم وهو الأصل، والحُجَرات بفتحها وهو تخفيف لخفة الفتحة، وقد قرئ بهما (١)، والحُجْرات بتسكينها كراهة اجتماع الضمتين، لأن السكون أخف من الفتحة.
وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ﴾ محل (أن): الرفع على الفاعلية، لأن ﴿لَو﴾ لا يليها إلا الفعل، أي: ولو ثبت صبرهم.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ فعل أمر، والفاء جواب الشرط. ﴿أَنْ تُصِيبُوا﴾ مفعول له، أي كراهة أن تصيبوا، أي: كراهة إصابتكم قومًا، و ﴿بِجَهَالَةٍ﴾ في موضع نصب على الحال من الضمير في ﴿أَنْ تُصِيبُوا﴾، أي: جاهلين بحقيقة الأمر. ﴿فَتُصْبِحُوا﴾: عطف على قوله: ﴿أَنْ تُصِيبُوا﴾.
وقوله: ﴿عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ يجوز أن تكون (ما) موصولة، وأن تكون مصدرية.
وقوله: ﴿لَوْ يُطِيعُكُمْ﴾ في موضع نصب على الحال من المنوي في الظرف وهو ﴿فِيكُمْ﴾ الراجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: هو مستأنف (٢)،
(٢) قاله العكبري ٢/ ١١٧١.