وقوله: ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾ قيل: الضمير فيه للكفار خاصة، وقيل: لهم وللمؤمنين (١)، ثم ميّز بينهم فقال: ﴿فَقَالَ الْكَافِرُونَ﴾. ﴿أَنْ جَاءَهُمْ﴾ أي: لأن جاءهم.
وقوله: ﴿أَإِذَا مِتْنَا﴾ (إذا) منصوب بمضمر، أي: أنبعث، أو أنرجع إذا متنا؟ والاستفهام بمعنى الإنكار.
وقوله: ﴿حَفِيظٌ﴾ فعيل بمعنى فاعل، أو بمعنى مفعول.
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ خروج من قصة إلى قصة. والجمهور على فتح لام ﴿لَمَّا﴾ وهو ظرف زمان منصوب بقوله: ﴿كَذَّبُوا﴾. وقرئ: (لِما جاءهم) بكسر اللام (٢)، و (ما) على هذه مصدرية، واللام هي التي في قولهم: لخمسٍ خلونَ، ولِعشرٍ مضينَ من شهر كذا، أي: لمجيئه إياهم، كقولك: آتيته ما سأل لطلبه، أي: عند طلبه، ومع طلبه، وكذا التقدير في التاريخ، أي: عند خمس خلون، أو مع خمس خلون. ومثله: ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ (٣) أي: عند وقتها (٤).
وقوله: ﴿فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ﴾ أي: مضطرب، من مَرِجَ الخاتم في إصبعه

(١) القولان في المحرر ١٥/ ١٦١.
(٢) قرأها الجحدري كما في مختصر الشواذ / ١٤٤/. والمحتسب ٢/ ٢٨٢. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٦٣.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٨٧.
(٤) انظر هذا التخريج في المحتسب ٢/ ٢٨٢.


الصفحة التالية
Icon