يمرَج بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر مرجًا، أي: قَلِقٍ، أو فاسدٍ، من مَرِجَتْ أمانة فلان: إذا فَسَدَتْ، فمريج: فعيل بمعنى فاعل. وقيل: هو فعيل بمعنى مفعول، من مَرَجْتُ الشيءَ، إذا خَلَّيته، ومنه: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾ (١).
وقوله: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ﴾ (فوقهم) يجوز أن يكون حالًا من السماء، أي: كائنة فوقهم، وأن يكون ظرفًا لقوله: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا﴾، والأول أمتن.
وقوله: ﴿كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾ (كيف) في موضع الحال من الضمير المنصوب في ﴿بَنَيْنَاهَا﴾ الراجع إلى السماء، أي: عالية، أو واسعة.
وقوله: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾ انتصاب الأرض بمضمر يفسره هذا الظاهر، أي: ومددنا الأرض، فَحُذف وجُعِل هذا الظاهر تفسيرًا له، والمعنى: بسطناها من تحتهم، وقد جوز أن تكون عطفًا على محل قوله: ﴿إِلَى السَّمَاءِ﴾، على: ويروا الأرض، فـ ﴿مَدَدْنَاهَا﴾ على هذا حال منها، أي: ممدودة، وأما على الوجه الأول (٢) فعار عن المحل، لكونه مفسرًا.
وقوله: ﴿رَوَاسِيَ﴾ أي: جبالًا ثوابت، واحدها: راسية.
وقوله: ﴿وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ﴾ المفعول به محذوف على رأي صاحب الكتاب رحمه الله، أي: وأنبتنا فيها جملة من كل زوج، و ﴿مِنْ﴾ للتبيين، ولك أن تجعلها صلة على مذهب أبى الحسن رحمه الله، ولا حذف على هذا، أي: وأنبتنا فيها كل زوج، أي: كل صنف من النبات.
والضمير في قوله: ﴿فِيهَا﴾ للأرض، وقيل: ﴿رَوَاسِيَ﴾ على. والمراد بالزوج البهيج: الذهب والفضة وسائر الفِلزات، الفِلِزُّ بالكسر وتشديد الزاي:

(١) سورة الرحمن، الآية: ١٩.
(٢) في (أ): وجه الأرض. وفي (ب) و (ج): وجه الأول.


الصفحة التالية
Icon