وعده به أو أوعده، والباء تحتمل الضربين من التقدير.
وقوله: ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾، قوله: ﴿مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ محل الجملة إما النصب على الحال على إرادة الواو، أي: ومعها سائق وشهيد، وذو الحال ﴿كُلُّ﴾ وساغ ذلك لِتَعَرُّفِهِ بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة من حيث العموم، وإما الرفع على النعت لكل، أو الجر على النعت لنفس.
وقوله: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ﴾ الجمهور على فتح التاء والكافات، والخطاب للإنسان، أو للنبي -صلى الله عليه وسلم- على ما فسر (١)، على معنى: كنت قبل الوحي في غفلة من هذا العلم، فكشفنا عنك غطاءك بما أوحينا إليك، فبصرك اليوم حديد، أي: فعلمك اليوم ثاقب بما علمناك بالوحي، كقوله: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ (٢)، وقرئ: (لقد كنتِ.. عنكِ غطاءكِ فبصركِ) بالكسر فيهن (٣)، على خطاب النفس على اللفظ، أي: يقال لها كيت وكيت.
﴿وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ (هذا) مبتدأ، و ﴿مَا لَدَيَّ﴾ خبره. و ﴿مَا﴾ يجوز أن تكون موصولة، و ﴿لَدَيَّ﴾ صلتها، و ﴿عَتِيدٌ﴾ إما بدل
(٢) سورة الشورى، الآية: ٥٢.
(٣) قرأها الجحدري كما في مختصر الشواذ / ١٤٤/. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٧٦. والبحر المحيط ٨/ ١٢٥.