﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ نَقُولُ﴾ قرئ: بالنون لقوله: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ﴾ (١)، و (يقول) بالياء النقط من تحته (٢)، لقوله: ﴿الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ﴾ (٣)، أي يقول.
و﴿الْيَوْمَ﴾ يجوز أن يكون ظرفًا لِظَلَّام، أو لقوله: ﴿مَا يُبَدَّلُ﴾ (٤)، أو لمحذوف دل عليه ما قبله، أي: ذلك يكون يوم نقول، وأن يكون منصوبًا بمضمر، أي: اذكر أو أنذر يوم، فيكون مفعولًا به، وقد جوز أن يكون معمول قوله: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ (٥)، وهو بعيد للبعد (٦).
وقوله: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ انتصاب قوله: ﴿غَيْرَ بَعِيدٍ﴾، إما على الحال من الجنة، وإنما ذُكّر لفظ ﴿بَعِيدٍ﴾، لأنه على زنه فعيل، وفعيل يصلح للمذكر والمؤنث، والواحد والجمع، أو لأن الجنة والبستان بمعنىً، كما أن الموعظة والوعظ كذلك، وإما على الظرف، أي: مكانًا غير بعيد، ثم حذف لكونه معلومًا.
وقوله: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ﴾: قرئ: بالياء النقط من تحته، لقوله:
(٢) هذه قراءة نافع، وأبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بالأولى. انظر السبعة/ ٦٠٧/. والحجة ٦/ ٢١٣. والمبسوط / ٤١٤/. والتذكرة ٢/ ٥٦٣.
(٣) من الآية (٢٦).
(٤) من الآية (٢٩).
(٥) من الآية (٢٠).
(٦) جوزه الزمخشري ٤/ ٢٣.