يكون (١) القرآن ولا الكتاب كما زعم بعضهم (٢) لعدم العامل إلا على قراءة [ابن] أبي عبلة، فإنه يجوز أن يكون الكتاب [هو] ذا الحال.
والثاني: الرفع، وفيه ثلاثة أوجه، أحدها: على إضمار هي. والثاني: على البدل من الآيات. والثالث: على أنه خبر بعد خبر لـ ﴿تِلْكَ﴾، كقولك: هذا حلو حامضٌ، أي: جمعت أنها آيات وأنها هدى وبشرى.
فإن قلت: هل يجوز أن يكونا في محل الجر أو الرفع على النعت لـ (كِتابٍ) على قدر القراءتين فيه؟ قلت: لا يمتنع ذلك.
﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ﴾ يجوز أن يكون متصلًا بالمؤمنين، وأن يكون على إضمار (هم)، أو على إضمار (أعني)، ونهاية صلة الموصول ﴿الزَّكَاةَ﴾، أو ﴿يُوقِنُونَ﴾.
﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِذْ قَالَ﴾ أي: اذكر إذ قال، أو: ﴿عَلِيمٍ﴾ إذ قال موسى لأهله في مسيره.
وقوله: ﴿أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ﴾ قرئ: بالتنوين (٣)، على جعل ﴿قَبَسٍ﴾
(٢) هو مكي في مشكله ٢/ ١٤٤. وابن الأنباري في بيانه ٢/ ٢١٨.
(٣) هذه قراءة الكوفيين عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف. وقرأها يعقوب من غيرهم كما سوف أخرج.