وقوله: ﴿إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ في الضمير في ﴿إِنَّهُ﴾ وجهان:
أحدهما: ضمير الشأن وما بعده مفسر له وهو ﴿أَنَا اللَّهُ﴾، و ﴿أَنَا﴾ مبتدأ، واسم الله خبره، و ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ صفتان للخبر.
والثاني: ضمير المنادي وهو الله عز وجل، أي: إن الذي ناداك (أنا)، فـ ﴿أَنَا﴾ على هذا يجوز أن يكون فصلًا، وأن يكون تأكيدًا لاسم (إن)، وأن يكون خبر (إن) و ﴿اللَّهُ﴾ موضح لـ ﴿أَنَا﴾، أو بدل منه، و ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ صفتان للموضح.
﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ﴾ عطف على ﴿بُورِكَ﴾ عطف جملة، وهو من جملة ما نودي، أي: نودي أن بورك من في النار، وأن ألق عصاك، بشهادة قوله في "القصص" بعد قوله: ﴿أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ... وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾ (١) على تكرير (أن) كما ترى.
وقوله: ﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾ محل ﴿تَهْتَزُّ﴾ النصب على الحال من الضمير المنصوب في ﴿رَآهَا﴾، لأن (رأى) من رؤية العين، وكذا الكاف في ﴿كَأَنَّهَا﴾ في موضع نصب على الحال من المنوي في ﴿تَهْتَزُّ﴾، أي: مهتزة مشبهة جانًّا، وهي الحية الخفيفة السريعة، وجمعها جِنَّانٌ.
وقوله: ﴿وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾ (مدبرًا) حال من المنوي في ﴿وَلَّى﴾. ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾ عطف على ﴿وَلَّى﴾، ولا يجوز أن يكون في موضع الحال، أي: غير راجع، لأنه ماض في المعنى.

(١) الآيتان (٣٠) و (٣١).


الصفحة التالية
Icon