التحضيض في ذلك حكم الاستفهام. وقرئ: بالرفع (١) عطفًا على ﴿أُنْزِلَ﴾، لأنه بمعنى ينزل، بشهادة عطف ﴿أَوْ يُلْقَى﴾ ﴿أَوْ تَكُونُ﴾ (٢) وهما مرفوعان ومضارعان كما ترى، ولا يجوز النصب فيهما، لأنهما في حكم الواقع بعد ﴿لَوْلَا﴾، وليسا بجواب له، والواقع بعد (لولا) لا يكون إلا مرفوعًا إذا كان مضارعًا، وحكم الماضي إذا لم يقع حكمه، فاعرفه.
﴿أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (٩) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (١٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَأْكُلُ مِنْهَا﴾ قرى: بالنون وبالياء (٣) ووجه كلتيهما ظاهر.
وقوله: ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي﴾ (جنات) بدل من قوله: ﴿خَيْرًا﴾.
وقوله: ﴿وَيَجْعَلْ لَكَ﴾ قرئ: بالجزم عطفًا على موضع ﴿جَعَلَ﴾، وموضعه جزم لأنه جواب الشرط، وقرئ: (ويجعلُ) بالرفع (٤)، إما على الاستئناف والقطع مما قبله، أو على العطف على ﴿جَعَلَ﴾، لأن الشرط إذا وقع ماضيًا جاز في جوابه الجزم والرفع، وقد مضى الكلام على هذا في "آل
(٢) من الآية التالية.
(٣) قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (نأكل) بالنون، وقرأ الباقون: (يأكل) بالياء. نظر السبعة / ٤٦٢/. والحجة ٥/ ٣٣٥. والمبسوط / ٣٢٢/.
(٤) القراءتان من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم بالرفع، وقرأ الباقون بالجزم انظر السبعة / ٤٦٢/. والحجة ٥/ ٣٣٦. والمبسوط / ٣٢٢/.