عمران" عند قوله جل ذكره: ﴿وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ﴾ بأشبع ما يكون (١) فتكون القراءتان على هذا بمعنى.
ويجوز على قول من أدغم أن تكون اللام أسكنت للإدغام لا للجزم، فتكون القراءتان أيضًا بمعنى، فاعرفه فإن فيه أدنى إشكال، ويعضده قول بعض أهل العلم: إِنَّ ﴿إِنْ شَاءَ﴾ بمعنى قد شاء، وهذا حسن لما فيه من الحتم وليس بموقوف على المشيئة.
وقرئ أيضًا: (ويجعلَ لك) (٢) على أنه جواب الجزاء بالواو، كقولك: إنْ تأتني آتك وأُحسنَ إليك.
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (١١) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَعْتَدْنَا﴾ أصله: أعددنا، فقلبت الدال الأولى تاء كراهة اجتماع المثلين مع قرب التاء من الدال في المخرج، والسعير: النار المسعورة، فقيل: بمعنى مفعول. وقيل: اسم من أسماء جهنم (٣).
وقوله: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ...﴾ الآية، محل الجملة النصب على الصفة لقوله: ﴿سَعِيرًا﴾، أي: سعيرًا من صفتها كيت وكيت.
وقوله: ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ نصب على الحال من الضمير في ﴿أُلْقُوا﴾،
(٢) بالنصب، وهي قراءة عبيد الله بن موسى، وطلحة بن سليمان. انظر المحتسب ٢/ ١١٨. والمحرر الوجيز ١٢/ ٩.
(٣) حكاه الزمخشري ٣/ ٩٠ عن الحسن.