وقوله: ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ ابتداء وخبر، و ﴿عَظِيمٌ﴾ نعت (للعرش) والمعنى: عظيم الخطر، وعليه الوقف، وعن بعض القراء: أن الوقف على ﴿وَلَهَا عَرْشٌ﴾ ثم يبتدئ ﴿عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُهَا﴾ (١)، على معنى: أمر عظيم أن وجدتها، أي أمر عظيم وجودي إياها وقومها ساجدين لغير خالقهم.
و﴿يَسْجُدُونَ﴾: في موضع الحال، لأن ﴿وَجَدْتُ﴾ هنا بمعنى: صادفتُ.
﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا﴾ قرئ بتشديد ﴿أَلَّا﴾ (٢) على أنها (أن) دخلت عليها (لا) فأدغمت فيها، و ﴿يَسْجُدُوا﴾ منصوب بأن، وفي محل أن وجهان:
أحدهما: النصب إما مفعول له، على معنى: فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا، أو وزين لهم لئلا يسجدوا، فحذف الجار، أو بدل من قوله: ﴿أَعْمَالَهُمْ﴾ أي: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا، ويجوز أن يكون من صلة الابتداء على أن (لا) صلة، أي: فهم لا يهتدون أن يسجدوا.
والثاني: الجر على البدل من ﴿السَّبِيلِ﴾ متعلق بالصد، أي: فصدهم عن أن يسجدوا، و (لا) صلة أيضًا.
(٢) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف يأتي.