وقرئ: بتخفيفها (١)، على أن (أَلَا) تنبيه، ويا حرف نداء ومناداه محذوف كحذفه في قوله:
٤٨٧ - يَا لَعْنَةُ اللهِ والأقوام كلهم | ........... (٢) |
قال أبو علي: ووجه دخول حرف التنجيه على الأمر أنه موضع يحتاج فيه إلى استعطاف المأمور لتأكيد ما يؤمر به، كما أن النداء موضعٌ يحتاج فيه إلى استعطاف المنادى لما ينادى له من إخبار، أو أمر، أو نهي ونحو ذلك مما يخاطب به، انتهى كلامه (٣).
فإن قلت: من أين علم عدم السجود حتى أمرهم به؟ قلت: لأنه لما قال: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ دل ذلك على أنهم لا يسجدون، فأمرهم بالسجود، فقال: (أَلَا يَسجُدُوا). فإن قلت: مَن [الآمر] بذلك؟ قلت: اختلف فيه، فقيل: هو استئناف كلام من الله جل ذكره. وقيل: من سليمان - عليه السلام -. وقيل: هو متصل بكلام الهدهد (٤).
وقوله: (ويعلمُ ما يخفون وما يعلنون) قرئ: بالياء فيهما النقط من
(١) قرأها الكسائي، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب. انظرها مع القراءة الأولى في السبعة / ٤٨٠/. والحجة ٥/ ٣٨٣. والمبسوط / ٣٣٢/. والتذكرة ٣/ ٤٧٤ - ٤٧٥.
(٢) تقدم الشاهد وتخريجه برقم (٤٨١).
(٣) الحجة ٥/ ٣٨٤.
(٤) اقتصر الماوردي في النكت ٤/ ٢٠٥ على قولين أحدهما أنه من الله تعالى، والثاني من الهدهد حكاه الله عنه. وحكى القرطبي ١٣/ ١٨٧ الأقوال الثلاثة عن الجرجاني.
(٢) تقدم الشاهد وتخريجه برقم (٤٨١).
(٣) الحجة ٥/ ٣٨٤.
(٤) اقتصر الماوردي في النكت ٤/ ٢٠٥ على قولين أحدهما أنه من الله تعالى، والثاني من الهدهد حكاه الله عنه. وحكى القرطبي ١٣/ ١٨٧ الأقوال الثلاثة عن الجرجاني.