مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (٤٣)}:
قوله عز وجل: ﴿وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا﴾ فيه وجهان:
أحدهما: من كلام المرأة موصول بقولها: ﴿كَأَنَّهُ هُوَ﴾، أي: وأوتينا العلم بالله وبقدرته وبصحة نبوة سليمان من قبل هذه الحالة، أو من قبل هذه الآية في العرش.
والثاني: من كلام سليمان - عليه السلام -، أي: وأوتينا العلم بالله وبقدرته على ما يشاء من قبل هذه المرأة، أي من قبل مجيئها، فحذف المضاف.
وقوله: ﴿وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ﴾ في فاعل الفعل ثلاثة أوجه:
أحدها: ﴿مَا﴾ أي: وصدها عن عبادة الله ما كانت تعبد من دون الله وهو الشمس، و ﴿مَا﴾ مصدرية، أي: وصدها عبادة الشمس عن عبادة الله، لأنها نشأت مع قوم كانوا يعبدون الشمس فلم تر غير ذلك على ما فسر (١)، فكانت عبادة الشمس مانعة لها عن عبادة الله.
والثاني: المنوي فيه الراجع إلى الله جل ذكره، أو إلى سليمان - عليه السلام -، و ﴿مَا﴾ في موضع نصب لعدم الجار وهو عن، أو جر على إرادته، وصدها الله عن عبادة الشمس، أو سليمان بدعائه إياها إلى الإسلام.
والثالث: ما رأت وشاهدت [من أمارات النبوة، أي: وصدها ما رأت وشاهدت] من المعجزة عن عبادة الله. والصد: المنع.
ثم قال: ﴿إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾ بالكسر على الاستئناف وعليه الجمهور، وقرئ: (أنها) بالفتح (٢)، وفيها وجهان:

(١) انظر جامع البيان ١٩/ ١٦٨. ومعالم التنزيل ٣/ ٤٢١.
(٢) قرأها سعيد بن جبير، وابن أبي عبلة، انظر معاني النحاس ٥/ ١٣٧. ومختصر الشواذ / ١١٠/. والمحرر الوجيز ١٢/ ١١٥. وزاد المسير ٦/ ١٧٨.


الصفحة التالية
Icon