أحدهما: في موضع رفع إما على الفاعلية وفعلها الصد، وإما على البدل من (ما) إن جعلتها فاعلة وإلا فلا.
والثاني: في موضع نصب بتقدير حذف الجار وإيصال الفعل، أي: لأنها
وقيل: إنّ قوله: ﴿وَصَدَّهَا﴾ متصل بقوله: ﴿أَتَهْتَدِي﴾، والواو للحال و (قد) معها مرادة (١).
﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ﴾ أي: إلى الصرح، أو في الصرح، فلما حذف الجار وصل الفعل. والصرح: القصر وكل بناء عال. وقيل: صحن الدار.
وقوله: ﴿فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً﴾ الضمير للصرح أو للصحن، واللجة هنا: ما يمكن دخوله واجتيازه، وفي الكلام حذف مضاف، أي: ماء لجة، فحذف المضاف.
وقوله: ﴿عَنْ سَاقَيْهَا﴾ قرئ بالهمزة (٢)، إما على إجراء الواحد مجرى الجمع وهو السؤوق، لأنه يهمز على تقدير ضمة السين على الواو لقربها منها، أو على إبدال الألف همزة حملًا على البأز، والخأتم، والعألم، كذا حُكي عن القوم مهموزًا.

(١) رد أبو حيان ٧/ ٧٩ هذا الوجه لطول الفصل، ولأن التقديم والتأخير لا يُذهب إليه إلا عند الضرورة.
(٢) يعني (سأقيها)، رواية عن ابن كثير. انظر السبعة / ٤٨٣/. والحجة ٥/ ٣٩١. والمبسوط / ٣٣٣/. والتذكرة ٢/ ٤٧٥.


الصفحة التالية
Icon