وقوله: ﴿إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ﴾ الممرد: المملس، من قولهم: شجرة مرداء، إذا سقط ورقها، ومنه الأمرد.
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥) قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا﴾ (صالحًا): بدل من ﴿أَخَاهُمْ﴾.
وقوله: ﴿فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ﴾ (هم) مبتدأ و ﴿فَرِيقَانِ﴾ خبره. ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ إما صفة للفريقين، أو حال من المنوي في الفريقين، ولك أن تجعل الفريقين بدلًا من ﴿هُمْ﴾ وخبر ﴿هُمْ﴾: إما (إذا) لأنها مكانية، أي: فبالحضرة هم فريقان، أو ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾. ولك أن تجعل ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ حالًا من الذكر في (إذا) إذا جعلته الخبر، فإن لَمْ تجعل (إذا) الخبر كان من صلة ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾، هذا إذا جعلت ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ الخبر أو حالًا، فأما إذا جعلته صفة، فلا يعمل في (إذا)، لأن ما في حيز الصفة لا يتقدم على الموصوف، كما لا تتقدم الصفة عليه، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (٤٨) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٤٩) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾ الرهط: اسم للجماعة دون العشرة من الرجال لا تكون فيهم امرأة، وليس له واحد من لفظه كالنفر، ولهذا جاز