وقوله: ﴿هِيَ مَوْلَاكُمْ﴾ قيل: ﴿مَوْلَاكُمْ﴾ مصدر كالمأوى مضاف إلى المفعول، أي: تليكم وتمسكم. وقيل: المعنى هي أولى بكم، واختير الأول، لأن المولى بمعنى الأولى عزيز لا يكاد يوجد (١). وقيل: هي ناصركم، أي: لا ناصر لكم غيرها، والمراد نفي الناصر (٢).
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨)﴾:
قول عز وجل: ﴿أَنْ تَخْشَعَ﴾ في موضع رفع لكونه فاعل ﴿أَلَمْ يَأْنِ﴾.
والجمهور على تخفيف قوله: ﴿أَلَمْ﴾، وقرئ: (ألمّا) بالتشديد (٣)، و (لم) أصلها، زيدت عليها (ما) فصارت نفيًا لقوق القائل: قد كان كذا، ولم نفي لقوله: كان كذا، بغير قد، فزادوا في النفي حين زادوا في الإثبات (٤).
وقوله: ﴿أَلَمْ يَأْنِ﴾ من أَنَى يأني أَنًا، إذا حان إناه، أي وقته. وفيه لغة أخرى آن يئين وأنشد:
٥٩١ - ألَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلَّى عَمايَتي | وأُعْرِضُ عن ليلى بَلَى قد أَنَى لِيا (٥) |
(٢) انظر هذا المعنى في الكشاف ٤/ ٦٦. والمحرر الوجيز ١٥/ ٤١٥. والتفسير الكبير ٢٩/ ١٩٩.
(٣) قرأها الحسن كما في مختصر الشواذ / ١٥٢/. والمحتسب ٢/ ٣١٢. والمحرر ١٥/ ٤١٥. والقرطبي ١٧/ ٨٢٤.
(٤) انظر المحتسب الموضع السابق.
(٥) حكوه عن ابن السكيت. انظر الصحاح، واللسان (أين).