وقرئ: بتشديدها أي الدال ليس إلا (١)، وذلكم اسم الفاعل من صدّق يصدّق بمعنى الإيمان، أي: إن الذين يصدّقون الله ورسوله واللاتي يصدقن، يعني أن المؤمنين والمؤمنات، وهو يجمع الإيمان والصدقة، أعني التخفيف، لأن الصدقة من جملة شرائع الإيمان، وأيضًا فإن الاقتراض قد ذكر بعده، فلو كان بمعنى الصدقة لكان الكلام كالتكرار، فإذا حمل على التصديق أفاد معنى غير معنى الصدقة.
وقوله: ﴿وَأَقْرَضُوا﴾: فيه وجهان:
أحدهما: عطف على معنى الفعل في ﴿الْمُصَّدِّقِينَ﴾ لأن ﴿الْمُصَّدِّقِينَ﴾ بمعنى الذين تصدقوا، فكأنه قيل: إن الذين تصدقوا وأقرضوا، لأن الألف واللام في الكلمة بمعنى الذي، واسم الفاعل بمعنى الفعل، والواو في قوله: ﴿وَالْمُصَّدِّقَاتِ﴾ بمعنى مع، ولا يكون للعطف كما زعم الجمهور من المعربين، لأن عطف الصلة على الصلة - أعني تصدقوا وأقرضوا - لا يجوز بعد العطف على الموصول، لأنه يكون مانعًا وفاصلًا بين الصلة والموصول، وإذا كان بمعنى (مع) كان متعلقًا بقوله: ﴿تَصَدَّقُوا﴾، فيكون التقدير: إن الذين تصدقوا مع المتصدقات، فيكون المتصدقات من إتمام الصلة التي هي تصدقوا، فيكون ﴿وَأَقْرَضُوا﴾ عطفًا عليه بعد تمامه من غير مانع ولا فاصل، فاعرفه فإنه موضع.
والثاني: اعتراض بين اسم ﴿إِنَّ﴾ وخبرها وهو ﴿يُضَاعَفُ لَهُمْ﴾، وجاز [فيه] الاعتراض لأنه يسدد الأول، والتقدير: إن المصدقين والمصدقات وقد أقرضوا لله قرضًا حسنًا يضاعف لهم، فيكون ﴿الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ﴾ اسم ﴿إِنَّ﴾ و ﴿يُضَاعَفُ لَهُمْ﴾ خبره، وعلى الأول يكون {الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ