التأخير، وقال بعضهم: الوقوف على (الشهداء)، ثم تبتدئ بما بعده (١).
وقوله: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ﴾ في محل الكاف وجهان:
أحدهما: النصب على الحال من معنى ما ذكر، أي. تثبت لها هذه الصفات مشبهة غيثًا.
والثاني: الرفع، وفيه وجهان، أحدهما: صفة لـ (تفاخر)، أي: تفاخر مثل غيث. والثاني: خبر بعد خبر للحياة.
وقوله: ﴿فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا﴾ انتصاب قوله: ﴿مُصْفَرًّا﴾ على الحال من الضمير المنصوب، لأن الرؤية من رؤية العين.
وقوله: ﴿وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ﴾ الأول للكافرين، والمذكوران بعده للمؤمنين، والوقف على قوله: ﴿شَدِيدٌ﴾ جيد.
﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ﴾ في موضع جر على النعت لـ (جَنَّةٍ) وكذا ﴿أُعِدَّتْ﴾.

(١) كذا في التبيان ٢/ ١٢٠٩ أيضًا.


الصفحة التالية
Icon