وقوله: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ﴾ (في الأرض) يجوز أن يكون من صلة ﴿أَصَابَ﴾، وأن يكون من صلة ﴿مُصِيبَةٍ﴾ لكونها مصدرًا، وأن يكون من صلة محذوف على أنه نعت لـ ﴿مُصِيبَةٍ﴾ في موضع جر أو رفع على اللفظ أو على الموضع، كقوله: ﴿مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (١). وحكم قوله: ﴿وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ حكم ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ في الأوجه، وحسن دخول (لا) للحاق النفي في أول الكلام.
وقوله: ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ في موضع نصب على الحال من ﴿مُصِيبَةٍ﴾ أو من المنوي ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ أي: إلا مكتوبة.
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِ﴾ يجوز أن يكون ظرفًا لـ ﴿كِتَابٍ﴾، وأن يكون صفة له.
وقوله: ﴿أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ أي: من قبل أن نخلق المصيبة، أو الأرض، أو الأنفس (٢).
وقوله: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا﴾ اللام من صلة محذوف، أي: أَعْلَمَكُمْ ذلك، أو كَتَبَ ذلك في اللوح المحفوظ، و ﴿تَأْسَوْا﴾ منصوب بعين (كي) (٣)، واللام هنا جارّة لدخولها على (كي)، ﴿وَلَا تَفْرَحُوا﴾ منصوب أيضًا عطف على قوله: ﴿تَأْسَوْا﴾.
وقوله: (بما أتاكم) قرئ: بالقصر (٤) لقوله: ﴿فَاتَكُمْ﴾ لأن الفاعل

(١) سورة الأعراف، الآية: ٦٥. والقراءتان صحيحتان تقدم ذكرهما.
(٢) انظر معالم التنزيل ٤/ ٢٩٩. وحكاها أبو حيان ٨/ ٢٢٥ عن المهدوي.
(٣) أي أن (كي) هي الناصبة بنفسها لا بتقدير (أن) بعدها، لأن اللام حرف جر، وقد دخلت على (كي) فلا يجوز أن تكون (كي) هنا حرف جر لأن حرف الجر لا يدخل على حرف جر. انظر البيان ٢/ ٤٢٤.
(٤) يعني (أتاكم) بدون مد الهمزة، وهي قراءة أبي عمرو وحده كما سوف أخرج.


الصفحة التالية
Icon