يعودون إلى لمحول الكلمة التي قالوها أولًا، من قولهم: أنت عليَّ كظهر أمي، فيوجبون تحرير الرقبة إذا قالها مرة أخرى.
وقيل: بمعنى في (١)، وأن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة.
والثاني: من صلة قوله: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾، والمعنى: والذين يَظَّهَّرُون من نسائهم فعليهم تحرير رقبة لما نطقوا به ثم يعودون إلى نسائهم، وفي هذا كلام وتفصيل وأحكام، ولا يليق ذكرها هنا.
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا﴾ الضمير في ﴿يَتَمَاسَّا﴾ يرجع إلى ما دل عليه الكلام من المُظاهِرِ والمظاهَرِ منها.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾ (يوم) ظَرْفٌ لِظَرْفٍ، أي: استقر لهم العذاب المهين في ذلك اليوم، وهو يوم البعث، أو منصوب بإضمار (اذكر) تعظيمًا لليوم، فيكون مفعولًا به. و ﴿جَمِيعًا﴾ حال، بمعنى: مجتمعين في حال واحدة، أو بمعنى الإحاطة، أي: لا يُترك منهم أحد.
وقوله: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ﴾ (كان) هنا التامة، أي: ما يقع، أو ما يحدث من نجوى. والنجوى هنا يجوز أن تكون مصدرًا بمعنى

(١) هذا قول أبي العالية كما في إعراب النحاس ٣/ ٣٧٣.


الصفحة التالية
Icon